ما هي الشخصية المازوخية و7 أسباب لحدوثها وكيف يمكن علاجها؟

ما هي الشخصية المازوخية و7 أسباب لحدوثها وكيف يمكن علاجها؟

ما هي الشخصية المازوخية و7 أسباب لحدوثها وكيف يمكن علاجها؟

الشخصية المازوخية هي تلك التي تتعمد — سواء بوعي أو دون وعي — أن تجلب الألم والمعاناة لنفسها، ليس فقط جسديًا، ولكن نفسيًا وعاطفيًا أيضًا يعيش صاحب هذه الشخصية في دوامة من المشاعر السلبية، وكأنه يشعر بالراحة حين يتأذى أو يُهان قد يدخل في علاقات مؤذية، ويظل فيها رغم الألم، بل ويجد مبررات لمن يؤذيه، معتقدًا أنه يستحق هذا العذاب قد يرفض السعادة أو النجاحات بحجة أنه غير جدير بها، ويشعر بالذنب إذا حصل على شيء جيد إنها شخصية تبدو من الخارج ضعيفة أو مستسلمة، لكنها في الحقيقة ضحية لصراع داخلي معقد، يحتاج إلى فهم عميق ودعم نفسي حقيقي المازوخي لا يبحث عن الألم لذاته فقط، بل أحيانًا يرى فيه طريقة للتكفير عن أخطاء يشعر بها، أو وسيلة لجذب الاهتمام ممن حوله إنه سجين في عالم من العذاب الذاتي، ويحتاج يدًا تمتد إليه لتحرره من هذا الألم المختار

ما هي الشخصية المازوخية

يجب أن تدرك أن لاضطراب الشخصية المازوخية اسما آخر في علم النفس وهو الشخصية الماسوشية Masochism، وهو عبارة عن أحد الاضطرابات الجنسية التي تجعل الشخص يتخيل دائما تخيلات جنسية يتعرض فيها للإهانة والذل أو تكون لديه رغبة في أن يمارس عليه أحدهم سلوك جنسي مهين ومذل له، وذلك من أجل أن يحصل على النشوة الجنسية.

ما هو اضطراب الشخصية السيكوباتية

اعراض الشخصية المازوخية

يمكن التعرف على اعراض الشخصية المازوخية من خلال الآتي:

النشوة الجنسية

إذا كنت تعاني من اضطراب الشخصية المازوخية فستكون الفكرة المسيطرة عليك وقتها أنه لن تستطيع الوصول إلى النشوة الجنسية بدون أن يُمارس عليك سلوكيات مهينة ومذلة ومؤلمة أثناء العلاقة الجنسية مثل الضرب أو الإهانة اللفظية أو تقييد الأيدي أو الأرجل.

الحياة العملية والاجتماعية

بسبب أفكارك الجنسية الغريبة أو المنحرفة التي تنتابك طوال الوقت دون أن تكون مسيطر عليها فإن حياتك العملية والاجتماعية ستتأثر بشكل سلبي مع الوقت، بسبب شعورك بالعار والتأنيب تجاه تلك الأفكار، ورغبتك في الانعزال والبعد عن الآخرين.

الإدمان

من الممكن أن تدمن بعض العادات أو السلوكيات الجنسية في حال كنت مصابا بهذا الاضطراب مثل إدمان الإباحية، خاصة لمقاطع الفيديو التي تحتوي على عنف أثناء العلاقة الجنسية.

أسباب حدوث الشخصية المازوخية

عليك أن تعلم أن المتخصصين في علم النفس لم يصرحوا بأسباب محددة عن الإصابة باضطراب الشخصية المازوخية لكن يرى بعضهم أن هذا الأمر يحدث لعدة أسباب، مثل:

التخيلات الجنسية

يقول علماء النفس أنك في حال كبت أفكارك وتخيلاتك الجنسية التي تتوارد على ذهنك في مرحلة ما من حياتك أو من بين حين لآخر، فإن ذلك يؤدي مع الوقت إلى ربط هذه التخيلات أو السلوكيات الجنسية الغريبة في ذهنك بالمتعة الجنسية.

وسيلة للهروب

إذا كنت تعاني من فراغ عاطفي أو تمر بأزمة معينة في حياتك، ولم تستطيع التعامل معها بشكل سليم، فمن الممكن أن ترغب في تجربة أشياء جديدة أو غريبة نوعا ما، والتي منها الحصول على النشوة الجنسية من خلال الإهانة والذل التي يُمارس عليك وقت العلاقة كنوع من أنواع الهروب من المشاعر المؤلمة التي تتعرض لها تلك الفترة.

الصدمة النفسية

يُرجح علماء النفس أنه من أهم أسباب الإصابة باضطراب الشخصية المازوخية هو التعرض لصدمة نفسية عنيفة في الصغر، مثل قيام أحدهم بالاعتداء عليه جنسيا أو التعرض للتحرش والاغتصاب سواء من أحد أفراد الأسرة أو العائلة أو خارج المنزل، وهذا الأمر يحدث خلل في هوية الطفل الجنسية، ومع الوقت يتحول إلى سلوك جنسي شاذ.

الضغط النفسي

في حال كنت تتعرض إلى ضغوطات نفسية كبيرة ومتكررة في وقت قصير بسبب أزمات مالية أو علاقات عاطفية فاشلة، فمن الممكن أن يؤدي بك الأمر إلى ظهور أعراض اضطراب الشخصية المازوخية عليك، كنوع من أنواع الهروب أو وسيلة للتنفيس عن الرغبات المكبوتة لديك بسبب مرورك بتلك الأزمات.

العامل البيولوجي

في حال كانت كيمياء مخك غير متوازنة بمعنى أنك تعاني من خلل في هرمونات أو كيمياء المخ فمن الممكن أن تكون أفكارك غير منضبطة أو شاذة بعض الشيء فيما يخص الجنس، ومن ثم تتحول تلك الأفكار مع الوقت إلى مشاعر تجعلك تنتهج سلوك جنسي شاذ.

التربية

في حال تربيت في بيئة مسيطرة أو كان والديك أو أحدهما مارسك عليك السيطرة المفرطة لكي تكون مطيعا وهادئا وتحصل على القبول والتقدير منهم، سواء كان ذلك بالإهمال لك أو بالاهتمام الزائد عن الحد بك، فمن الممكن أن تكون عرضة للإصابة باضطراب الشخصية المازوخية.

البيئة

في حال نشأت في بيئة غير سوي نفسيا بمعنى أنه تم ممارسة أمور غير جيدة معك في الصغر من المحيطين بك جعلتك ترى نفسك ضئيل أو شعرت معها بالنقص والدونية مثل التنمر أو التعرض للضرب والإهانة اللفظية، فمن الممكن أن تكون عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

المعاناة التي يتعرض لها المصاب بالمازوخية

الهلوسة السمعية والبصرية

ما هي صفات الشخص المازوخي؟

الشخص المازوخي يعيش في صراع داخلي يمزج بين الألم والرغبة في التضحية، وكأنه يجد في المعاناة نوعًا من الراحة أو التكفير عن ذنوب يشعر بها هو شخص يرهق نفسه عاطفيًا ونفسيًا، يضع رغبات الآخرين فوق احتياجاته، ويتقبل الإهانة وكأنها أمر طبيعي قد يبدو للآخرين مستسلمًا وضعيفًا، لكنه في الحقيقة عالق في دائرة من الألم يشعر أنها قدره أو عقابه المستحق يرى السعادة كشيء بعيد المنال، وإن اقتربت منه قد يهرب منها خشية أن يكون غير مستحق لها لنكتشف معًا أبرز صفاته:

 1 التعلق بالمواقف المؤلمة:

يكرر نفس التجارب المؤذية ويعود لنفس الأشخاص الذين أذوه من قبل، كأنه يسعى لتأكيد شعوره بأنه لا يستحق الأفضل

2 جلد الذات المستمر:

يلوم نفسه بشكل مفرط على كل شيء، حتى لو كان ضحية في الموقف، ويشعر دائمًا أنه السبب في كل ما يحدث من سوء حوله

3 الانجذاب للعلاقات السامة:

ينجذب دون وعي للأشخاص الذين يقللون من شأنه أو يستهينون به، ويعتبر أن البقاء في علاقة مؤذية أفضل من الشعور بالوحدة

4 الخوف من الرفض والهجر:

مستعد للتضحية بنفسه، مشاعره، وكرامته مقابل ألا يتركه من يحب، حتى لو كان هذا الشخص يسيء معاملته

5 التقليل من شأن نجاحاته:

مهما حقق من إنجازات، يراها غير مهمة، ويقنع نفسه أنه نجح بالصدفة، وأنه لا يستحق هذا النجاح

6 السعي للحصول على التعاطف:

قد يتعمد وضع نفسه في مواقف صعبة أو يبالغ في تصوير مشاكله ليجذب عطف من حوله، وكأنه لا يرى نفسه جديرًا بالاهتمام إلا إذا كان في موقف ضعيف

7 الصمت على الظلم:

يتقبل الإهانة والظلم دون أن يدافع عن نفسه، ويبرر ذلك بأنه يستحق هذا الألم، بل ربما يشعر بالراحة فيه

8 الهروب من السعادة:

عندما يجد نفسه أمام فرصة حقيقية للسعادة، يشعر بالتوتر والذنب، وكأن السعادة أمر لا يحق له الحصول عليه

9 التضحية المفرطة:

يقدم الآخرين على نفسه دائمًا، حتى لو كان ذلك على حساب راحته أو صحته، ويعتبر سعادته ثمنًا زهيدًا مقابل أن يرى الآخرين سعداء

10 البحث عن الألم كوسيلة للراحة:

قد يصل به الحال إلى إيذاء نفسه جسديًا، كأنه يهرب من الألم النفسي إلى ألم ملموس يشعر أنه يتحكم به

11 الانغماس في الخيال:

يهرب إلى عالم خيالي يرسم فيه صورة مختلفة لنفسه، لأنه لا يشعر بأنه يستحق أن يعيش هذه الصورة في الواقع

12 الإدمان على الفشل:

يتعمد – بشكل لا واعٍ – اتخاذ قرارات خاطئة تؤدي به إلى الفشل، وكأن النجاح يشكل تهديدًا له لأنه لا يرى نفسه أهلًا له

13 فقدان الحدود الشخصية:

يسمح للآخرين بتجاوز حدوده وإهانته دون أي اعتراض، ويشعر بأنه من الطبيعي أن يتحمل ذلك

14 الشعور بالذنب عند طلب المساعدة:

إذا احتاج شيئًا أو شعر بالرغبة في طلب الدعم، يشعر بالذنب وكأنه ارتكب خطأ، ويفضل أن يعاني بصمت بدلًا من أن يزعج من حوله

15 السعادة المزيفة:

يتقن إخفاء ألمه خلف ابتسامة زائفة، ويقنع نفسه والآخرين أنه بخير، رغم أن داخله ينهار ببطء

الشخصية المازوخية ليست مجرد “حب للألم” كما يعتقد البعض؛ بل هي صراع داخلي بين رغبة دفينة في أن يُحَب، وبين شعور عميق بأنه لا يستحق هذا الحب ومع ذلك، يمكن للمازوخي أن يخرج من هذا السجن النفسي إذا حصل على الدعم المناسب والعلاج النفسي الذي يساعده على إعادة اكتشاف قيمته بعيدًا عن الألم

المعاناة التي يتعرض لها المصاب بالمازوخية

عليك أن تعلم أنك في حال كنت مصابا باضطراب الشخصية الماسوشية فإنك ستعاني من أمور كثيرة، منها:

عدم القدرة على قول لا

بسبب تدني احترام الذات لديك فإنك ترى نفسه أنك أقل بكثير من المحيطين به، ولكي تستطيع العيش في البيئة المتواجد بها فإنك ستبالغ في احترامك وتقديرك للآخر حتى وإن كان ذلك على حساب نفسك، وستكون لطيف معهم بدرجة مبالغ فيها خاصة إذا عاملوك بقسوة أو بقلة احترام، وفي هذه الحالة لن تستطيع رفض أي أمر يطلبوه منك حتى وإن كان غير مناسبا لك، وستواجه صعوبة في قول لا لهم، أو وضع حدود صحية معهم.

المتعة

ستجد نفسك غير قادرا على الاستمتاع بأقل الأمور في الحياة حيث ستقوم بشكل لاواعي بتجنب الشعور بالمتعة والاستمتاع، ولن يجد متعتك في أن تكون أمور حياتك سهلة وبسيطة، بسبب اعتقادك العميق في أنه لابد أن تسير أمورك بألم أو بصعوبة، وإذا حدث عكس ذلك فإن ذلك يعني بالنسبة لك أن هناك أمر خطأ أو شيء غير طبيعي.

السعى إلى الكمال أو المثالية

ستلاحظ أنك لا ترضى أو تقبل بأي شيء غير كامل أو غير مثالي بالنسبة لك سواء كان هذا الشيء متعلق بك أو بعملك أو بالمكان المتواجد فيه، حيث ستكون راغبا في أي يكون كل شئ مثالي بك أو بأي شيء حولك، وهذا الأمر مرهق جدا لك على المستوى الذهني والنفسي والجسدي، ومع الوقت يجعلك عرضة للإصابة بالوساوس القهرية في النظافة والترتيب والاعتناء بالنفس، ويجعلك غير مرنا في الحياة خاصة في تحقيق الأهداف أو إنجاز المهام اليومية سواء في العمل أو بالحياة الشخصية.

هل حب تعذيب الآخرين يعني الماسوشية ؟

لا، لا يُصنف تعذيب أو إيلام الآخرين على أنه من أعراض اضطراب الشخصية المازوخية بل يعرف على أنه أحد أعراض اضطراب الشخصية السادية.

ما هي السادومازوخية؟

عليك أن تدرك أن علم النفس له تعريفاته الخاصة بـ السادومازوخية، ويضع شروطا ومعايير معينة لتحديد إذا كانت العلاقة بين طرفين هي علاقة السادومازوخية أم لا.

تعريف السادومازوخية

تُعرف السادومازوخية في علم النفس على أنها علاقة بين طرفين أحدهما سادي، والآخر مصابا باضطراب الشخصية المازوخية، ومن الممكن أن يكون في هذه العلاقة أكثر من طرف مازوخي، حيث يمارس الشخص السادي كافة أشكال التعذيب النفسي والبدني على الطرف الآخر خلال العلاقة الجنسية ليصل كل منهما إلى النشوة الجنسية في النهاية.

شروط السادومازوخية

وضع علم النفس عددا من المعايير أو الشروط التي من خلالها يتم تحديد العلاقة المازوخية، مثل:

  • توفر عنصري السيطرة والخضوع.
  • إمكانية لعب أدوار أو شخصيات معينة من قبل الشخصية المازوخية.
  • قبول الإهانة أو التلذذ بها.
  • ممارسة طقوس أو سلوكيات شاذة وغريبة أثناء العلاقة.

ممارسات السادومازوخية

تتمثل أشهر الممارسات الجنسية في العلاقة السادومازوخية في:

  • الضرب المبرح أو الجلد.
  • العض أو خدش الجلد.
  • الصفع.
  • ممارسة الجنس بعنف.
  • ممارسة سلوكيات العبودية مثل لف الحبل على الرقبة.

ما هي صفات المرأة المازوخية؟

عليك أن تعلم أن هناك أنواع عديدة من الشخصية المازوخية، ولكل نوع منها صفات ومواصفات محددة، مثل:

شخصية الفاضلة Virtuous Masochist

تتصف هذه الشخصية بعدم القدرة على قول لا أو رفض أمور معينة لا تناسبها، ولا تكون أنانية مع الآخرين بل تقدم على تقديم التضحيات أو القيام بأمور تسعد الاخرين وترضيهم حتى وإن كان ذلك لا يناسبها، وتقوم بذلك بسبب حاجتها الملحة للشعور بالانتماء والولاء لأحدهم أو لمجموعة معينة، وترغب في أن تحصل على الشكر والثناء من الآخرين تجاه هذه التضحيات، وتكون موهبة التمثيل لديها عالية جدا.

الشخصية المتملكة Possessive Masochist

تتميز هذه الشخصية بالغيرة الزائدة عن الحد، والرغبة في السيطرة على الآخر من خلال هذه الغيرة أو الحماية الزائدة عن الحد لهم، وتقديم التضحيات لهم أو خدماتهم بدون مقابل أو طلب منهم، ولديها صفات سلبية كثيرة منها لوم الآخرين أو التشاؤم.

ما هي صفات الشخصية المازوخية المرأة

الاكتئاب الحاد عند النساء

كيف نتعامل مع الشخص المازوخي؟

لابد أن يكون تعاملك مع الشخصية المازوخية وفق خطوات أو مواصفات معينة، مثل:

الحكمة والصبر

يجب أن تكون حكيما وصبورا في تعاملك مع تلك الشخصية حيث يجب أن لا تكون ناقدا لها باستمرار أو تحاول إهانتها بشكل أو بآخر لتعديل سلوكها.

توقف عن تكرار الأنماط القديمة

يجب أن لا تكرر نفس الأنماط أو السلوكيات القديمة مع تلك الشخصية، والتي كانت تُمارس عليها من قبل الأب أو الأم من أجل إخضاعها لهم أو إجبارها على تبني أفكار ومعتقدات لا تناسبها.

ما هو اختبار الشخصية المازوخية؟

اختبار الشخصية المازوخية هو رحلة غريبة داخل أعماق النفس، يكشف ما إذا كان الشخص يختبئ خلف قناع من القوة بينما يتلذذ سرًا بالألم النفسي أو الجسدي هذا الاختبار ليس مجرد أسئلة عادية، بل هو انعكاس لحالة نفسية معقدة، تسلط الضوء على دوافعه الخفية يتناول الاختبار جوانب مختلفة، مثل مدى استعداده لتحمل الإساءة، وكيفية تفاعله مع الإحباط والرفض، وهل يشعر بالراحة عندما يُحرم من السعادة يطرح أسئلة تكشف عن ميله للتضحية المفرطة أو البحث عن مواقف تجلب له الألم، وكأنه يعتقد أن السعادة تأتي من بوابة المعاناة وفي النهاية، الاختبار لا يشخص المرض بقدر ما يفتح نافذة على عالم داخلي يعج بالتناقضات، ليطرح السؤال الأهم: هل هو مستعد لمواجهة هذا الجزء من نفسه أم سيظل أسيرًا له؟

ما الفرق بين المازوخي والماسوشي؟

الفرق بين المازوخي والماسوشي يبدو وكأنه لعبة لغوية، لكنه في الحقيقة يعكس جانبين متناقضين من الألم والمتعة المازوخي هو الشخص الذي يجد لذته في أن يكون ضحية، يتلذذ بالألم النفسي أو الجسدي الذي يتلقاه، وكأنه يعتقد أن المعاناة هي السبيل الوحيد للشعور بالقيمة أو الحب أما الماسوشي، فهو مصطلح يحمل نفس المعنى تقريبًا — لأن “مازوخي” و”ماسوشي” هما في الأصل تسميتان لنفس الحالة — لكن “ماسوشي” هو الصيغة المستمدة من الاسم الأصلي بالإنجليزية (Masochism)، نسبة إلى الكاتب ليوبولد فون زاخر ماسوخ، الذي جسّد هذا السلوك في رواياته باختصار، الفرق مجرد اختلاف في التسمية، لكن في الجوهر، كلاهما يعكس شخصية تضع الألم على عرش المتعة، ولو بطرق مختلفة

هل يعالج الشخص المازوخي؟

نعم، يمكن علاج الشخص المازوخي، لكنه طريق يحتاج إلى صبر وفهم عميق لجذور هذا السلوك المازوخية ليست مجرد رغبة في الألم، بل هي صرخة داخلية خافتة تبحث عن حب مفقود أو قيمة ضائعة العلاج يبدأ من إدراك الشخص نفسه أن ما يمر به ليس قدرًا محتومًا، بل نمط يمكن تغييره العلاج النفسي، خصوصًا العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يساعده على فك التشابك بين الألم والمتعة، ويعيد بناء ثقته بنفسه بعيدًا عن شعور الذنب أو الدونية أحيانًا يحتاج أيضًا لدعم دوائي إذا كان يعاني من اكتئاب أو اضطرابات مصاحبة الأهم من كل ذلك هو وجود يد تمتد له، لتذكره أنه يستحق الحب والاحترام دون أن يدفع ثمنهما بالألم

كيف تتعامل مع الشخصية المازوخية

عليك أن تتبع عددا من النصائح أو التعليمات بخصوص تعاملك مع الشخصية المازوخية، منها:

التحلي بالهدوء

عليك أن تدخل في نقاش مع الشخصية المازوخية بعصبية وانفعال شديد لإقناعها بأمر ما أو ترويضها، لأن ذلك سيتسبب في قيامها بالانعزال عن العالم الخارجي، والانكماش على ذاتها.

التعلم

تعرف أكثر على صفات الشخصية المازوخية من خلال استشارة أحد المتخصصين أو قراءة كتب علمية في هذا الأمر لكي تتعامل معها بلطف وإيجابية أكثر.

اللطف

كن لطيفا في تعاملك مع الشخصية المازوخية خاصة في وقت الخلاف، فلا تقوم بتهديها بالرحيل أو المغادرة أو المقاطعة بل كن لطيفا ورحيما ودودا بها.

الاستقلالية

اسمح للشخصية المازوخية بانم تقرر مصيرها بنفسها أو تتخذ القرارات الملائمة لها بدون ضغط أو توجيه لك منها.

كيف أسيطر على الشخص المازوخي؟

السيطرة على الشخص المازوخي ليست أمرًا بسيطًا، لأنه في أعماقه يرفض الاعتراف بأنه يستحق حياة أفضل، وكأنه يتمسك بألمه كجزء من هويته إذا أردت التأثير عليه أو توجيهه، فأنت أمام مهمة شاقة تتطلب ذكاءً عاطفيًا وحنكة نفسية، لأنك لا تحاول فقط إقناعه بفكرة جديدة، بل تحاول هدم قناعة راسخة في داخله بأن الألم هو السبيل الوحيد الذي يعرفه السيطرة هنا لا تعني التحكم به بشكل قاسي، بل قيادته بحكمة نحو التحرر من دوامة العذاب التي حبس نفسه بها

1 كسب ثقته أولًا:

المازوخي يعيش في عالم داخلي مليء بالشك والخوف من الهجر، لذا أول خطوة للسيطرة عليه هي أن يشعر بالأمان معك لا تنتقده ولا تحكم عليه، بل اجعله يرى أنك تفهمه دون أن تقلل من مشاعره

2 استخدم لغة هادئة وعاطفية:

الشخص المازوخي يستجيب للعاطفة أكثر من المنطق، لذلك خاطبه بأسلوب يحتوي على التعاطف والحنان جمل مثل: “أنا هنا علشانك” أو “أنا فاهم إنك بتحس بالألم، وده مش غلط” تفتح له المجال ليشعر أنك إلى جانبه، لا ضده

3 أعد تشكيل مفهومه عن الألم:

حاول تدريجيًا أن توضح له أن الألم ليس دليلًا على القوة أو الاستحقاق، بل السعادة والراحة هما ما يستحقه بالفعل استخدم أمثلة من حياته الشخصية لإقناعه، مثل: “شايف قد إيه بتحب تساعد الناس؟ طيب متخيل قد إيه ممكن تكون أقوى لو ساعدت نفسك بنفس الطريقة؟”

4 اربط بين الحب والراحة، وليس الألم:

المازوخي غالبًا يربط بين الحب والتضحية، فحاول أن تعيد برمجة هذا التصور وضّح له أن الحب الحقيقي لا يتطلب معاناة دائمة مثلًا: “أنا بحبك مش علشان بتتحمل عشان خاطري، أنا بحبك لأنك تستحق الحب زي ما انت”

5 وفر له مكافآت نفسية:

الشخص المازوخي يشعر بأنه لا يستحق الثناء، لذا كلما أظهر سلوكًا إيجابيًا بعيدًا عن الألم، عزز هذا السلوك بمدح صادق، مثل: “شايف قد إيه كنت قوي لما قلت رأيك؟ دي حاجة تحترم” هذا يشجعه على تكرار السلوك الجيد

6 استخدم أسلوب “إعادة التوجيه”:

بدلًا من مواجهته مباشرة بأخطائه، حاول تحويل تفكيره مثلًا، لو قال “أنا السبب في كل اللي حصل”، رد عليه: “طب ليه متفكرش إنك عملت اللي قدرت عليه وقتها؟ وده في حد ذاته شجاعة؟”

7 حدد له أهدافًا صغيرة وواقعية:

الشخص المازوخي يخاف من الفشل لأنه يعزز شعوره بالدونية لذا ساعده على تحقيق أهداف بسيطة في البداية ليشعر بأنه قادر على النجاح مثلًا: “جرب النهارده تقول لأ لأي حاجة بتحس إنها بتضايقك، حتى لو كانت صغيرة”

8 شجعه على التعبير عن رغباته:

المازوخي غالبًا يكبت رغباته خوفًا من أن يعتبره الآخرون أنانيًا ساعده على إدراك أن له الحق في احتياجاته جرب تقول له: “لو كان لك أمنية دلوقتي من غير ما تفكر في حد غير نفسك، هتكون إيه؟”

9 اربط بين الألم والنتائج السلبية:

بدلاً من أن يراه وسيلة للراحة، ساعده على إدراك كيف يؤذيه الألم نفسيًا وجسديًا مثلًا: “حاسس إنك بقيت أحسن بعد ما فضلت تسكت على اللي بيحصل؟ ولا بتحس إنك أسوأ كل مرة؟”

10 كن صبورًا ومتفهمًا للتراجع:

الشخص المازوخي ممكن يرجع لنقطة الصفر بعد تقدم كبير، وهذا طبيعي المهم أنك تستمر في دعمه بدون لوم أو إحباط قول له: “كلنا بنقع أحيانًا، المهم إننا نرجع نحاول من جديد”

السيطرة على الشخص المازوخي ليست بمعنى إخضاعه، بل انتشاله من دوامة الألم التي يعتقد أنها قدره المحتوم هي رحلة طويلة من الصبر والتعاطف، ولكن في النهاية، رؤية شخص مازوخي يتحرر من قيده الداخلي، ويدرك أخيرًا أنه يستحق حياة أفضل، تستحق كل هذا العناء

طرق تشخيص الشخص المازوخي

عليك أن تعلم أن الشخص الوحيد الموكل بتشخيص الشخصية المازوخية هو الطبيب أو الأخصائي النفسي حيث يكون ذلك عبر:

الاختبارات النفسية

والتي يقوم الطبيب أو الأخصائي النفسي فيها بطرح عددا من الأسئلة على المريض أو العميل لمعرفة نمط تفكيره ومشاعره تجاه عددا من الأمور، وسلوكياته في الحياة مع المحيطين به أو مع نفسه أو مع الأصدقاء وزملاء العمل والدراسة.

الفحوصات البدنية

يقوم الطبيب النفسي المختص بإجراء عددا من الفحوصات البدنية على المريض لمعرفة مدى استثارته الجنسية من خلال تعرضه لعدد من المحفزات الجنسية الشاذة مثل الضرب أو العنف، كذلك يتعرف الطبيب النفسي على التاريخ المرضي للعميل من خلال معرفة مدى تأثير هذا الاضطراب على علاقات الشخص الاجتماعية والعاطفية.

علاج الشخصية المازوخية

في حال قررت أن تتعافي من اضطراب الشخصية المازوخية فعليك أن تنتهج الطريق السليم في ذلك حيث يكون عبارة عن:

اختيار جهة متخصصة للعلاج

عليك أن تبحث لنفسك عن طبيب نفسي متخصص أم أحد مراكز العلاج النفسي المعتمدة من قبل وزارة الصحة لمساعدتك في التعافي من هذا الاضطراب، ويعتبر مركز دار السكينة للتأهيل النفسي وعلاج الإدمان واحدا من أفضل المراكز المتخصصة في هذا الأمر، والذي يقوم بعمل اللازم لك للتعافي من هذا الاضطراب، وتقرير إذا كان ذلك سيتم عبر إقامتك بالمركز لمدة محددة داخل المركز أو بدون اللجوء لذلك.

العلاج الدوائي

في حال قمت بطلب المساعدة من مركز دار السكينة للتأهيل النفسي وعلاج الإدمان للتعافي من اضطراب الشخصية المازوخية، فإن المركز سيقوم بعمل عددا من الاختبارات النفسية لك لمعرفة الأسباب وراء إصابتك بهذا الاضطراب، والعمل عليها من خلال جلسات العلاج النفسي.

كذلك سيقوم المركز بعمل الاختبارات البدنية الصحية لك لمعرفة المحفزات الشاذة التي تثير الرغبة الجنسية لديك، ومدى تأثير ذلك على قدرتك الجنسية، و صحتك الجسدية والعقلية.

سيقرر لك الأطباء بالمركز كورس علاج دوائي لعلاج خلل الهرمونات بالمخ، والتقليل من شعورك بالعار والتأنيب أو الصراع النفسي الداخلي الذي تشعر به معظم الوقت أو بشكل دائم.

كل ما عليك في هذه المرحلة أن تلتزم بالجرعات المقررة لك من هذه الأدوية، والمواعيد المخصصة لتناولها، وفي حال شعرت بعد ارتياح نفسي أو بدني بعد تناولها عليك أن تتواصل مع المركز لتغيير الدواء لك أو تعدل الجرعة المقررة منه.

العلاج المعرفي السلوكي

بعد إجراء أول خطوة لك في المركز سيقوم الأخصائي أو الطبيب المختص بالجلوس معك للتحدث معك بخصوص خطة العلاج النفسي المقررة لك بعد تناول الدواء لمدة معينة، و لإعلامك ببعض الأمور عن نفسك مثل الأسباب الرئيسية التي أدت لذلك، وكيفية تتعامل مع الأمور أو المواقف التي تجعلك تشعر بالاستثارة الجنسية أو تجعل الأفكار الجنسية الغريبة تتوارد على خاطرك بشكل مفرط أو زائد الحد، كذلك سيعلمك الطبيب بعدد الجلسات المقررة لك للعلاج، والمدة اللازمة لذلك، وما هي الأمور أو التعليمات التي يجب عليك الالتزام بها طوال فترة العلاج، وسيكون هذا الطبيب على تواصل معك لمتابعة حالتك.

هل المازوخيه مرض نفسي؟

لا، لا يعتبر اضطراب الشخصية المازوخية مرضا نفسيا بل اضطراب جنسي نفسي، حيث يوجد فرق شاسع ما بين الاضطراب والمرض، وعليك أن تدرك الفرق بينهما جيدا.

ما هي المازوخية الجنسية وطرق التعامل معها

عليك أن تعلم أن هناك العديد من التعريفات الخاصة باضطراب الشخصية المازوخية، والطرق المتعددة للتعامل معها.

تعريف المازوخية الجنسية

ينطوي تعريف الشخصية الماسوشية على توارد افكار أو تخيلات جنسية غريبة أو شاذة على ذهن الشخص بشكل وزائد عن الحد أو مفرط، مما يجعله يقدم على إيقاع الألم بنفسه أو طلبه من الشريك للحصول على اللذة أو النشوة الجنسية خلال العلاقة.

طرق التعامل

توجد طرق مختلفة للتعامل مع أصحاب الشخصية الماسوشية لكن من أهمها أن لا تفرض سيطرتك عليها بالقوة لإجبارها على فعل معين أو الامتناع عن القيام بفعل ما لا يكون مناسبا لك من وجهة نظرك، كذلك لا تجعله يكبت مشاعره أو يخفي شخصيته الحقيقية لينال رضاك وقبولك له.

اليك ايضا

اليك أهم 6 من اسباب اضطرابات النوم وكيف يؤثر اضطراب النوم عليك؟

افضل دواء للاكتئاب بدون اثار جانبية اليك قائمة هذه الادوية!!

ما هي اعراض الاكتئاب وأهم مخاطر الاكتئاب علي الشخص المصاب به

كل ما تود معرفته عن تجربتي مع سيبرالكس وكيف تخلصت من إدمانها

تجربتي مع وسواس الموت وكيف تغلبت عليه في 3 خطوات مهمه جداً

مؤسسة السكينة

نحن لن نتخلى عن المريض حتى لو تخلى المريض عن نفسه

Related posts