تجربتي مع الحشيش، لم أكن أعلم أنني بذلك الضعف لأكون فريسة سهلة لإدمان الحشيش، ذلك النفق الذي لم يكن به بصيص من الأمل يخبرني أنني سأعود إلى حياتي الطبيعية مرة أخرى، فلكم كانت تلك التجربة قاسية، لكنها علمتني الكثير، فلقد سرت في ذلك النفق وأنا موقن أنه لا رجوع منه إلا أن لمحت شعاع نور كان بمثابة طوق النجاة لي، أخبرني أنني بالقوة الكافية التي تجعلني مثلما وقعت في ذلك الفخ أن أنجو منه من خلال المرور بعدة مراحل، لذا تعرفوا من خلال مركز دار السكينة على تجربتي مع الحشيش وتلك الرحلة التي تبدو سيئة، ولكنها في الحقيقة كانت بمثابة درس قوي في حياتي لن أنساه.
بداية تجربتي مع الحشيش
على الرغم من أنني لا أود أن أذكر الكثير عن تلك المرحلة السيئة، إلا أنها تشكل جزء هام من سبب إدماني الحشيش، ألا وهو أصدقاء السوء، نعم، فقد كنت طالبًا ناجحًا في كافة المراحل التعليمية، ولكن ما إن وصلت إلى المرحلة النهائية، فقد تغير كل شيء.
إذ أنني أقبلت على تجربة تدخين السجائر عندما وجدت أصدقائي ينصحونني بتجربة كافة الأشياء، السديد منها وغير ذلك، كنوع من أنواع الخروج عن النمط التقليدي والبدء في الشعور بأنني قد كبرت، وما إن كنت أقول إنني لا أريد، إلا وأجد سيلًا من الكلمات التي تشير إلى أنني ضعيف الشخصية، لم أكن أعلم أنهم هم من يتمتعون بتلك الشخصية الضعيفة التي كانت سببًا في الإيقاع بهم في العادات السيئة.
بدأ الأمر خلال تجربتي مع الحشيش بتجربتي للسجائر، علمًا أن تلك العادة اللعينة كانت سببًا في لحاق الأمراض بي، واندلاع المشكلات القوية بيني وبين أسرتي، إذ كانت أمي دائمًا ما تحرص على أن أكون متمتعًا بالصحة الجيدة، ولكن كيف لي ذلك بعد أن بدأت في إدخال السموم في جسدي بلا وعي!
مرت الأيام وأردت أن أخوض تجربة أكثر إثارة وهنا كانت بداية تجربتي مع الحشيش، إذ أنني خرجت مع أصدقائي من أجل القيام بالسهر في أي من الأماكن، وتجربة شرب الحشيش كنوع من أنواع الرفاهية والشعور بالحرية المطلقة، تلك السعادة الزائفة التي منحني إياها في البداية، ومن ثم تغير كل شيء.
ما هو اسرع علاج للحشيش بدون انتكاسات وكم مدة التعافي من الحشيش؟
اعراض الحشيش من خلال تجربتي معه
للوهلة الأولى من خلال تجربتي مع الحشيش، شعرت أنه يمكنني أن أقوم بلمس السماء بيدي، إذ أنه هناك شعور مطلق بالسعادة، الرغبة في الضحك دون التفكير في أي شيء، لم أكن أبالي بنظرات أسرتي لي ولا كلماتهم القاسية رغبة منهم في أن أتوقف عن تلك العادات السيئة التي أنساق إليها.
بل كنت أشعر أنهم باتوا عقبة في طريق السعادة الزائفة التي بدأ الحشيش في أن يمنحني إياها، وعلى الرغم من أنني جربت تناوله للمرة الأولى وأنا أضع في رأسي أنها لن تكون سوى مرة واحدة لأرضي فضولي.
إلا أنها سارت عادة لا يمكن أن يمر اليوم دون أن أقوم بممارستها، وبناء على ذلك نفذت كافة الأموال التي كنت أقوم بادخارها بت أحاول أن أقوم بالاقتراض من القريب والغريب إلى أن صار كل من يعرفني يحاول الابتعاد عني، خاصة بعد أن ظهرت أعراض ادمان الحشيش على وجهي وصحتي.
معاناتي مع الحشيش بعد ان كاد يدمر حياتي
لا أخفيكم خبرًا، صرت مدمنًا لتعاطي الحشيش بشكل يومي، ولكن بجرعات متضاعفة، إذ أن الجرعة المعتادة لم يعد لديها التأثير الذي كنت أشعر به في البداية، أين السعادة؟ أين الشعور بالفرح وأين كل المشاعر المزيفة التي كنت أشعر بها عندما أتعاطى جرعة صغيرة من الحشيش.
لم أعد أشعر بذلك مطلقًا، بل إن كل ما كنت أشعر به في تلك الفترة، هو أنني أرغب في النوم طويلًا لأنني أشعر بالصداع بشكل مستمر، مما كان يجعلني في حالة عصبية يرثى لها دائمًا، أما عن المستوى الأخلاقي الذي كنت أتمتع به في تلك الفترة، فإنني أخجل في أن أتحدث عنه.
وبالنسبة إلى الحياة الدراسية، فقد تراجعت كثيرًا، وباتت علامتي تشعر أهلي بالحزن والحسرة، أين ذلك الطالب المجتهد ذو العلامات الرائعة التي تشعرني بالفخر وتشعرهم بالسعادة الحقيقية؟ كل ذلك ذهب أدراج الرياح نتيجة تجربتي مع الحشيش، وازدادت الخلافات بيني وبين والدي حول الأموال، فما كان مني إلا أنني بدأت أشعر بالمعاناة التي وقعت فيها، والآن عليّ أن أجد المخرج بمفردي.
تجربتي مع الحشيش وعلاجه في المنزل
بدأت أدرك حجم المأساة التي أعاني منها، ولكن كيف لي أن أتخلص من إدمان ذلك الشيء، والذي إن استمريت في تعاطيه، فلربما يكون سببًا في أن تنتهي حياتي نهاية يرثى لها.
لا أريد أن تستمر تجربتي مع الحشيش أكثر من ذلك، صارحت أهلي بما أعاني منه، وطلبت منهم العون في مساعدتي في الإقلاع عن تلك العادة السيئة، ولكن في المنزل دون أن أذهب إلى مركز من مراكز علاج الإدمان، ظنًا مني أن الأمر سيكون سهلًا.
وجدت منهم العون الكبير، مع اعتراضهم على أن أخطو تلك الخطوة في المنزل دون الذهاب إلى مركز لـ علاج الإدمان، لكنني أصريت على القيام بذلك وطلبت منهم فقط الدعم المعنوي، والذي قدموه لي بصورة رائعة لم أكن أتوقعها، ولكن على الرغم من ذلك، فإن تجربتي في الإقلاع عن الحشيش في المنزل باءت بالفشل الزريع.
ماذا يحدث للجسم بعد ترك الحشيش
لماذا فشلت محاولتي في الإقلاع عن الحشيش في المنزل؟ لأنه ينقصني الكثير من العوامل التي تتوفر في مراكز علاج الإدمان، وهذا الأمر أدركته من خلال تجربتي مع الحشيش، إذ أنني واجهت الكثير من الأعراض الجانبية عندما تركت التعاطي، لم تكن لي القدرة على تحملها مما جعلني أنتكس مرة أخرى وأعود لأتعاطى الحشيش وبكميات أكبر.
فقد واجهت الأعراض الانسحابية للحشيش بمفردي والتي تمثلت فيما يلي:
العصبية المفرطة
ليس مجرد شعورًا بالانزعاج أو الرغبة في الجلوس في مناخ هادئ، وإنما كانت عصبية مفرطة أصابتني، كانت تجعلني لا أقدر على التحكم في ردود أفعالي، بل بت أصرخ بصوت عال يشعر الجميع بالخوف مني، ولم أكن أدري ما الذي يحدث، كل ما أردته في تلك الفترة أن يكون جسدي ساكنًا وأغط في نوم عميق إلى أن ينتهي كل ذلك.
الصداع وآلام في مختلف أنحاء الجسم
شعرت في تلك المرحلة من مراحل تجربتي مع الحشيش كما لو أنني قد أصبت بزكام ولكنه قوي للغاية، إذ أن رأسي كان يؤلمني بشدة، معدتي لا تهدأ، تغير وزني بشكل ملحوظ، وأصبحت لدي الكثير من الأعراض التي لم أكن أقدر على معالجتها دون توافر الخبرة لأنني أقوم بذلك في المنزل وليس في مركز لمكافحة الإدمان.
عدم القدرة على النوم
لقد عانيت في تلك الفترة من عدم القدرة على النوم، مما جعل أحلام اليقظة ترافقني، يمكنك الآن أن تشعر بمدى العصبية التي وصلت إليها، ومدى شعوري بالألم في كافة أنحاء جسمي مما كان سببًا كافيًا في أن أدخل في اكتئاب حاد.
البكاء والاكتئاب
بات الأمر صعبًا للغاية، يومًا بعد يوم يزداد الوضع سوءً، أبكي كثيرًا أشعر بآلام لم تنتابني من قبل، مما كان سببًا كفيلًا في أن أدخل في نوبة اكتئاب لم أكن أعلم كيف ومتى سأخرج منها، إلى أن أجزمت أنني غير قادر على الإقلاع عن الحشيش، وأدى ذلك إلى انتكاستي، نعم عدت أتعاطى الحشيش ولكن في هذه المرة بشراهة أكبر.
كيفية التعامل مع الزوج مدمن الحشيش وهل يمكن علاج مدمن الحشيش في المنزل
الطريقة الآمنة للتخلص من ادمان الحشيش
مرت الأيام وأنا أشعر باليأس كوني لم أقدر على الإقلاع عن الحشيش، لم أرغب أن تنتهي تجربتي مع الحشيش بذلك أبدًا، ولكن قد انتكست لأنني لم أذهب إلى مركز متخصص يساعدني على ذلك، فهي الطريقة الآمنة الوحيدة للتخلص من إدمان الحشيش أو أي من المواد المخدرة الأخرى.
وبعد إصرار كل من يعرفني ويريد لي الخير، قمت بالفعل بالذهاب إلى مركز دار السكينة لعلاج الإدمان، وهناك وجدت أنه ثمة عدة مراحل يجب أن أخضع لها للحصول على التعافي بطريقة صحيحة.
في البداية قام الأطباء بعمل الفحوصات والتحاليل للتعرف على مدى تأثير المادة المخدرة على أنحاء جسمي، ثم بعد ذلك خضعت إلى خطة العلاج، والتي شملت عدة مراحل، منها التقييم، الأعراض الانسحابية، الحصول على الأدوية والعلاج المناسب لحالتي، التأهيل النفسي والسلوكي، والمتابعة بعد التعافي.
نعم مررت بالأعراض الانسحابية مجددًا، ولكن تلك المرة في مكان مجهز لذلك، تحت إشراف الطبيب، حيث يمكنه الحد من الآلام التي أشعر بها من خلال تناول العقاقير التي تعينني على ذلك، مرت الأيام أسهل مما كنت أتوقع، وبدأت تجربتي مع الحشيش أن توشك على الانتهاء.
متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش
بدأ جسمي في استعادة نشاطه وحيويته بعد الإقلاع عن تعاطي الحشيش لمدة 14 يومًا، وما إن وصلت إلى شهر كامل دون تعاطي جرعة واحدة من الحشيش، شعرت كما لو أنني قد ولدت من جديد.
تجربتي مع الحشيش وكيف تغيرت حياتي بعد العلاج منه
كانت تجربتي مع الحشيش بمثابة درس كبير لي، تعلمت منه الكثير، وأدركت قيمة الصحة التي كنت أنعم بها، وكيف لأصدقاء السوء أن يكونوا سببًا في تدمير الحياة الآخرين إن كان أي منهم لا يفكر في مستقبله ولا في اتباع ما يكون الأفضل بالنسبة إليه.
فقد تغيرت حياتي تمامًا بعد أن تعافيت من تعاطي الحشيش، أصبحت مقبلًا على الحياة، أشعر بالسعادة البالغة الحقيقة وليست المزيفة، أرغب في استكمال دراستي وأن أعود إلى المستوى المتميز الذي كنت عليه من قبل، وبالفعل قد كان، خاصة بعد أن ابتعدت عن رفاق السوء وباتت دائرة أصدقائي مقتصرة على الصالحين فقط.
قد يهمك ايضا: