اضطراب الشخصية الحدية واسباب حدوثها و8 مميزات لها وكيف يمكن علاجها

اضطراب الشخصية الحدية هو حالة نفسية معقدة تتميز بتقلبات مزاجية حادة ، واضطرابات في الصورة الذاتية ، وصعوبة في تكوين علاقات ثابتة ومستقرة ، يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من مشاعر متكررة من الفراغ والخوف من الهجران ، مما يؤدي الى سلوكيات اندفاعية وغير متوقعة.

يعتبر هذا الاضطراب شيئا صعب سواء للمصابين به أو للأشخاص المحيطين بهم ، ويتطلب خطة علاجية متعددة الجوانب لتحقيق الاستقرار والتحسن فى الحياة ، من خلال هذا المقال سنشرح الأسباب المحتملة لهذا الاضطراب ، والأعراض الشائعة ، والتحديات التي يواجهها المصابون ، واحدث الاساليب العلاجية المتاحة.

ما هو اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب نفسي يتميز بنمط مستمر من عدم الاستقرار العاطفي ، وصورة الذات المتغيرة ، والعلاقات الشخصية المضطربة ، يعاني المصابون من تقلبات مزاجية حادة ومتكررة ، وسلوكيات اندفاعية غير متوقعة ، كما يعانون من مخاوف شديدة من الهجران والشعور بالفراغ ، مما يدفعهم الى بذل جهود لتجنب الهجر ، وفي الغالب تكون هذه الجهود غير مناسبة ، وتشمل الأعراض أيضا محاولات إيذاء الذات ، والاندفاعية في إنفاق المال ، أو القيادة المتهورة ، أو تعاطي المخدرات ، او الأكل بنهم ، عادة ما يظهر اضطراب الشخصية الحدية فى مرحلة البلوغ المبكرة ، ويمكن أن يتفاقم فى فترات الإجهاد ، يتطلب العلاج عدة محاور منها العلاج النفسي والدعم الاجتماعي والادوية عند الحاجة

كيف اعرف اني مصاب باضطراب الشخصية الحدية ؟

تشخيص اضطراب الشخصية الحدية يتطلب تقييما دقيقا من مختص في الصحة النفسية مثل طبيب نفسي مختص ومع ذلك فهناك بعض الأعراض والعلامات التي قد تشير إلى الإصابة به ، إذا كنت تشعر بعدة اعراض من التى سنذكرها فعليك باستشارة مختص :

تقلبات مزاجية شديدة :

مشاعر متقلبة بشكل كبير وهذا يكون مرهق للمحيطين به ، لأنه قد يسيء فهم أحدهم فينقلب رد فعله بشكل مفاجئ من الفرحة والبهجة إلى الهجوم والغضب ، و الشخص المضطرب يسئ الفهم لأنه ليس لديه ثقة فى حب الناس له ، دائما يشعر أنه غير محبوب ،  لذلك يكون حساس تجاه اى كلام ويفهمه بمعنى تقليل منه حتى إذا كان الطرف الآخر لا يقصد ذلك

علاقات غير مستقرة :

بسبب التقلبات الشديدة في المزاج ، فان هذا يؤدى الى خسارة الأشخاص المحيطين ، لأن المصاب يتعصب عليهم بدون داعى ، ويشك فيهم دائما ، فهذا بالطبع سيؤدى الى عدم استقرار العلاقات

مشاعر الفراغ :

مشاعر مستمرة بالفراغ أو عدم الرضا او الملل الشديد

إيذاء الذات :

سلوكيات مثل قطع الجلد أو محاولات الانتحار ، وهذا يحدث بسبب ان الشخص يكره نفسه فيحاول التخلص من نفسه لانه دائما يشعر بأنه لا يستحق الحب

صورة ذاتية سيئة :

تقييم للنفس بشع وصورة سلبية عن الذات ، مع فترات من الشعور بالفراغ

سلوكيات اندفاعية :

ردود فعل اندفاعية تجاه المواقف اليومية ، مثل الغضب الشديد أو الهجوم بدون سبب واضح

مخاوف من الهجران :

خوف بشكل مستمر من الهجران أو أن يفقد الأشخاص القريبين منه ، مما يؤدى الى محاولات مكثفة لتجنب هذا الشعور

سلوكيات مدمرة :

مثل الاعتماد المفرط على المخدرات او الكحول ، او الاكل الزائد ، أو الانفاق بشكل مفرط

إذا كنت تشعر بأنك تعاني من بعض هذه الاعراض ، فمن المهم ان تتحدث مع طبيب مختص لتقييم وضعك والحصول على التوجيه المناسب

ما هى مميزات الشخصية الحدية

من المهم أن نفهم أن اضطراب الشخصية الحدية ليست عبارة عن قائمة من السلبيات فقط ، بل لها جوانب ايجابية واليك بعضا منها

العاطفة العميقة :

يشعرون بالعواطف بشكل عميق حتى إذا لم تتحدث وتعبر عن ما بداخلك ، وهذا يحدث بسبب انهم مروا بمواقف وأزمات صعبة ، جعلتهم يشعرون بأزمات غيرهم حتى إذا لم يفصحوا عنها

الإبداع :

من المتعارف عليه أن أصحاب الشخصية الحدية لديهم ذكاء فوق المتوسط حيث يحصل الأغلب على نتيجة أكثر من 130 فى اختبارات معدل الذكاء ، وهذا يجعل لديهم قدرة على التفكير الابداعى ورؤية الأشياء من زوايا مختلفة ، مما  يؤدي إلى الإبداع فى الفن والأدب وغيرها من المجالات

الشغف والالتزام :

أصحاب اضطراب الشخصية الحدية غالبا يكون لديهم شغف والتزام كبير تجاه الأشياء التى يهتمون بها

الحس الفكاهى :

يتمتعون بذكاء اجتماعي يمكنهم من التفاعل الاجتماعى والمرح ، وإدخال السعادة والبهجة على حياة المحيطين بهم ، طاقة حضورهم المليئة بالحيوية تجعلك ترغب فى البقاء بالقرب منهم

العدل :

لديهم شعور قوي بالعدالة والرغبة في حماية المقربين بهم ، ويتعاطف معهم ، وفي بعض الأحيان قد يظهر ذلك فى شكل سلوكيات عدوانية لحماية نفسه و الاخرين

القدرة على التأقلم :

لديهم مرونة فظيعه وقدرة على التكيف مع تجارب الحياة المختلفة حتى مع المؤلم منها ، وايضا قدرة التعامل وإيجاد الحلول مع المواقف الصعبة والتعلم منها

الحب النقي :

يعد من أهم المميزات هى ان اصحاب هذا الاضطراب لديهم قدرة كبيرة على الحب ، لكنه في الغالب يختار أن يخفي مشاعره أو لا يقدر على التعبير عنها بشكل كافي

الواقعية :

لديهم قدرة على رؤية الأمور كما هى بدون تلوينها بالمشاعر السلبية

أنواع الشخصية الحدية

هناك نوعان رئيسيان و انواع فرعية واليكم التفاصيل

الانواع الرئيسية :

• النوع العاطفي : تميز هذا النوع بالتقلبات الشديدة فى المزاج والعواطف ، والشعور بالفراغ ، وصعوبة فى التحكم فى تشخيص هذا الاضطراب يحتاج عادة إلى طبيب مختص ، مثل الطبيب النفسي او المعالج النفسي ، ومع ذلك يمكن ان تكون هناك بعض العلامات التى يمكن للمصابين أن يلاحظوها وتشير الى احتمالية وجود الاضطراب

• علاقات شخصية غير ثابتة : صعوبة في الحفاظ على علاقات شخصية مستقرة وطويلة الأمد ، قد تتميز بتقلبات مفاجئة في المشاعر تجاه الآخرين

• تقلبات مزاجية حادة : تجارب يومية صعبة من كثرة التقلبات المزاجية ، وتشمل الحزن أو القلق والغضب بشكل مفاجئ فيتغير مود الشخص من الفرح إلى الحزن بشكل سريع ، او من الهدوء للغضب والعصبية ، وهذه الحالة مرهقة للشخص نفسه الغضب ، الافراد المصابون بهذا النوع غالبا ما يكونون متقلبين فى علاقاتهم الشخصية ويعانون من القلق المستمر من فقدان الأشخاص الذين يهتمون بهم
• النوع السلوكى : يتميز هذا النوع بالسلوكيات الاندفاعية والخطرة ، مثل الإنفاق الجنونى والتهور في القيادة ، والعنف الجسدى او اللفظى ، الأفراد المصابون بهذا النوع يظهر منهم سلوكا عنيفا تجاه الذات او الآخرين ، وقد يكونون عرضة لمخاطر الإدمان على المخدرات أو الكحول

الأنواع الفرعية : 

• الشخصية الحدية المثبطة : يمكن تسمية هذا النوع أيضا باسم اضطراب الشخصية الحدية الهادئ ، حيث يميل الأشخاص المصابون بهذا النوع الى لوم أنفسهم وجلد الذات بدلا من اللوم على الآخرين ، ودائما يأتي لهم مشاعر بأنهم يجب أن يكونوا مثاليين بدون أي نواقص أو عيوب او اخطاء ، وذلك يزيد من رغبتهم فى الانتحار والانعزال والابتعاد عن الناس المحيطين بهم ، وإحدى أهم العلامات التى تظهر عليهم حدوث تقلبات عاطفية سريعة وسهولة الغضب
• الشخصية الحدية ذاتية التدمير : الأشخاص المصابون بهذا النوع لديهم كراهية شديدة للذات ويصاحب ذلك انخفاض الرغبة فى النوم ، ويشمل سلوكيات مختلفة مثل تعاطي المخدرات ، لأنه يكون لديه كره شديد لنفسه ويريد الانتقام منها من خلال عمل الأفعال الضارة ، وايضا يتجه لسلوكيات إيذاء النفس مثل الحرق والخدش وإبلاغ المحيطين به بأنه سوف ينتحر بشكل مستمر
• الشخصية الحدية العدوانية : يكون لدى أصحاب هذا النوع مشاعر عدوانية بسبب مشاعرهم بعدم الأمان النفسي ، وقلة الثقة فى الاخرين ، فهذا يجعلهم يتجهون لسلوك عدواني ، وعند حدوث أقل موقف تجد مزاجهم انقلب تماما تجاه العصبية او الغضب وبدون داعى لكل ذلك

يجب أن يتم تشخيص اضطراب الشخصية الحدية من قبل محترفي الرعاية الصحية المؤهلين ، ويجب أن يتم تقديم العلاج اللازم لكل حالة على حسب احتياجاتها الخاصة

ابرز المعلومات عن اضطراب الشخصية التجنبية و8 طرق تساعدك للتعامل معها

ما هي سمات الشخصية الحدية؟

يتسم اضطراب الشخصية الحدية بمجموعة من السمات التي قد تظهر لدى الأفراد المصابين بهذا الاضطراب وتشمل ما يلى :

تقلب المزاج :

يعاني المصابون ب اضطراب الشخصية الحدية بتقلبات شديدة فى المزاج ، حيث يتغير مزاجهم بسرعة شديدة من الفرح الى الحزن او الغضب.

مشاكل فى العلاقات الشخصية :

يصعب على المصابين ب اضطراب الشخصية الحدية الحفاظ على علاقات شخصية مستقرة وصحية ، لأنهم يعانون اغلب الوقت من الشك والخوف من الهجران وهذا بالطبع سيؤثر على سلوكهم مما يجعل من يتعاملون معه مستاء من طريقة التعامل ، لذلك لن تدوم لهم العلاقات ، لأنها سرعان ما تنتهي

الشعور بالاخرين :

يتميز الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بقدرتهم العالية على الشعور بالآخرين بشكل عميق

سلوكيات اندفاعية :

يظهر عليهم سلوكيات اندفاعية تجاه الآخرين لحماية انفسهم لان دائما لديهم شك بالأشخاص حولهم فيميلون لأخذ سلوك عدوانى لحماية أنفسهم

الادمان :

قد يميلون الى الادمان وشرب المخدرات أو الكحول وذلك فى حالة كرههم لنفسهم فيرغبون بايذاء انفسهم ، او قد يتجهون لذلك أيضا بسبب محاولة النسيان ، لان جروحهم الداخليه قوية ودايما يريدون نسيانها ، دائما يشعرون ان لا احد يحبهم او يهتم لامرهم ، فهذا أمر صعب ويتجهون لنسيانه من خلال الإدمان

الانتحار :

قد يتجه أصحاب اضطراب الشخصية الحدية  بشكل مباشر للانتحار ، او تهديد من حولهم بأنهم سوف ينتحرون ، او محاولة ايذاء انفسهم ، او التخريب بشكل عام ، ويحدث هذا غالبا فى فترات الضغط العاطفي الشديد

الخوف من الهجر :

فى معظم الأحيان يشعرون بخوف شديد من فقد المقربين منهم ، وذلك يدفعهم للتصرف بشكل ملتوي لأنهم لا يريدون إظهار هذا ، حتى لا يستغل ضعفهم أحد ، فيفضلون التعامل بشكل خشن وأنه لا يفرق معهم ولا يهتمون بأمر احد عكس ما بداخلهم تماما

ما هى أسباب حدوث اضطراب الشخصية الحدية؟

تعتبر الشخصية الحدية هي اضطرابا نفسيا يتسم بنمط سلوكي غير مستقر و عواطف متقلبة بشكل كبير ، وتعتبر الأسباب المحتملة لحدوث اضطراب الشخصية الحدية متعددة وقد تتضمن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والنفسية مثل :

الوراثة :

تلعب الوراثة دورا مهماً في تطور الشخصية الحدية ، حيث تشير الابحاث الى ان العوامل الوراثية قد تزيد من احتمالية الاصابة بهذا الاضطراب ، فالاشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية يكون لديهم أقارب مباشرين يعانون من نفس الاضطراب ، بنسبة اكبر من الاشخاص الذين ليس لديهم عامل الوراثة

تجارب الطفولة :

فى حالة نشأة الطفل فى بيئة تعرض فيها للعنف الجسدي ولم يحدث له إشباع لمشاعر الحب ، من الطبيعي أن يتكون لديه مشاعر خوف من ان يفقد اى شخص يحبه ، لان من تجاربه المؤلمة عقله اللاواعى استنتج انه لا يستحق الحب ولن يحافظ على أي علاقة جديدة تدخل حياته ، فيظل يشعر بعدم الأمان تجاه أى علاقة يدخل بها ، ويعيش مشاعر العذاب اغلب الوقت

المواقف الصعبة :

تجارب مؤلمة أو صعبة فى الحياة ، مثل فقدان الأحباء ، وهذا يجعل الشخص يشعر انه بسهولة سيفقد اى شخص اخر يحبه وياتى له حالة الخوف الشديد من الفقدان ، لأنه لم يتعافي من الصدمة التى تعرض لها ، لذلك يشعر طوال الوقت انها ستتكرر معه ، ايضا التعرض للحوادث والكوارث الطبيعية

اضطرابات الدماغ :

أشار الباحثون أنه قد يكون هناك عوامل ناتجة عن اختلالات فى الدماغ تسهم فى حدوث اضطراب الشخصية الحدية ، ولكن اشاروا الى ان هذا الجانب مازال يحتاج لمزيد من البحث.

عدم استقبال الحب :

فى مرحلة الطفولة عند عدم إشعار الطفل بالحب الكافى ، فانه يكبر يظل يبحث عنه ويظل شاكك بمكانته في قلوب المحيطين به لأنه بسبب عدم استقباله الحب وعدم إشعاره بأنه مرغوب فيه ، يظل طول الوقت يشعر أن المحيطين به يخدعوه ولا يحبونه بصدق ، لان فى حالة ان الطفل لم يستقبل الحب فى طفولته يصبح يرى أنه لا يستحق الحب

ابرز 7من العقد النفسية عند المراهقين وخطوات ستساعدك في التعامل معها

كيف تتعامل مع الشخصية الحدية؟

إن التعامل مع الشخص الذى يعانى من اضطراب الشخصية الحدية يمكن أن يكون تحديا ، لكن هناك استراتيجيات يمكن أن تساعد فى تحسين التفاعل والتواصل معهم ، اليك بعض النصائح للتعامل مع اضطراب الشخصية الحدية

الاستماع بتفهم :

حاول ان تكون مستمع جيد لمشاعرهم وتجاربهم دون الحكم عليهم ، أظهر لهم انك تفهم وتقدر مشاعرهم

التواصل الواضح والمباشر :

كن واضحا ومباشرا فى تواصلك لتجنب سوء الفهم ، وقم باستخدام لغة بسيطة وواضحة وتجنب تماما الغموض

تشجيعه على الذهاب لمختص :

قم بتشجيعه للحصول على الذهاب لطبيب مختص إذا كانت الحالة تتطلب ذلك ، لأن المريض دائما يرى الذهاب لطبيب نفسي متخصص شئ غير مريح ، ويرى أن المجتمع سينظر له على أنه شخص مختل عقليا ، لذلك عليك تشجيعه واخباره ان الامر عادي وغير مخجل

الصبر والتفهم :

كن صبورا وتفهم أن التغييرات قد تستغرق وقتا ، تجنب الرد بغضب أو تفاعل عند مواجهة السلوكيات الصعبة

الدعم والتشجيع :

مريض اضطراب الشخصية الحدية يحتاج الدعم العاطفي والتشجيع على الالتزام بخطة العلاج وممارسة التقنيات التي تساعد على إدارة المشاعر والسلوك

الاعتناء بالنفس :

قم بتشجيعه على الاهتمام بصحته النفسية والجسدية لأن مثلما ذكرنا فى السابق هو شخص يرفض نفسه ويكرهها ، اذكر له الايجابيات فى نفسه وأدعمه فى رحلة حب الذات ، وممارسة الرياضة والأشياء التى تقوي جسده و تجعل صحته أفضل.

ما هي عوارض اضطراب الشخصية الحدية ؟ 

يتميز اضطراب الشخصية الحدية بمجموعة من العوارض و السلوكيات و منها :

• الخوف الشديد من الهجر
• علاقات غير مستقرة
• سلوك اندفاعي
• سلوكيات مدمرة
• تقلبات مزاجية شديدة
• الغضب المفرط

ما هي مضاعفات الشخصية الحدية؟

اضطراب الشخصية الحدية يمكن ان يؤدى الى مجموعة من المضاعفات التى تؤثر على حياة الأفراد المصابين بشكل كبير ، واليكم شرح المضاعفات:

العلاقات الشخصية المضطربة :

بسبب هذا الاضطراب يبدأ الشخص بفقد الأشخاص من حوله ، بسبب كثرة اندفاعيته تجاههم ، وكثرة حساسيته وشكوكه بهم ، فيبدأ بخسارة الأشخاص من حوله.

مشاكل نفسية أخرى :

قد تطور الى الحالة الى اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب او اضطراب القلق وغيرهم من الاضطرابات ، بسبب كثرة فقده للناس من حوله وتأثره بالفقد فهذا من الممكن أن يتطور الى اكتئاب ، أو قلق من كثرة تفكيره بمن سيتركه المرة القادمة

إيذاء الذات :

بسبب ان الشخص الذى يعانى من هذا الاضطراب لديه كره لذاته ، فقد يتجه الى محاولة الانتحار او ايذاء نفسه ، او التخريب بشكل عام ، لذلك يجب وضعهم فى مصحات تحت المراقبة إذا كانت الحالة خطرة

مشاكل قانونية :

يمكن ان يؤدي السلوك الاندفاعي المرتبط بهذا الاضطراب الى مشاكل قانونية أو مالية مثل الانفاق المتهور

الصعوبات المهنية والتعليمية :

قد يجد المصابون بـ اضطراب الشخصية الحدية صعوبة فى الحفاظ على وظيفة او اكمال التعليم بسبب الصعوبات العاطفية والسلوكية:

تقديم العلاج والدعم النفسي المناسب يمكن أن يساهم في مساعدة الأفراد المصابين ب اضطراب الشخصية الحدية ، فى التعامل مع هذا الاضطراب بدون الوصول لمضاعفات ، وتحسين جودة حياتهم.

ما الفرق بين اضطراب الشخصية الحدية والنرجسية ؟ 

اضطراب الشخصية الحدية واضطراب الشخصية النرجسية هما نوعان من اضطرابات الشخصية ، ولكنهما يختلفان فى الأعراض والسمات الرئيسية واليكم المقارنة بينهما :

اضطراب الشخصية الحدية :

هو اضطراب نفسي يتسم بتقلبات مزاجية شديدة وسريعة ، وشعور دائم بالخوف من الهجر والرفض ، مما يؤدي الى علاقات شخصية غير مستقرة ومضطربة ، يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من شعور بالفراغ الداخلى والملل ، مما يجعلهم يندمجون مع سلوكيات اندفاعية مثل الاسراف في الانفاق او ايذاء الذات ، ويعانون أيضا من نوبات غضب شديدة وغير متناسبة مع الموقف ، ويبذلون مجهودا كبيرا لتجنب الهجر أو الانفصال ، ويكون لديهم صعوبة في الحفاظ على أن تظل العلاقة ثابتة بشكل مريح وصحي.

اضطراب الشخصية النرجسية :

يتميز بشعور مبالغ فيه بالعظمة لكن انتبه لأن ليس كل شخص يرى نفسه عظيم يكون نرجسي ، لان الشخص النرجسي يرى نفسه عظيم مع رؤية الاخرين انهم اقل منه ويحتقرهم ، ويستغلون المحيطين بهم لتحقيق أهدافهم الشخصية ، يعني شخصية سامة ليس مجرد شخص واثق من حاله ويحب نفسه الحب الصحي ، النرجسي يكون مستعد أن يقلل من الآخرين حتى يشعر أنه أحسن منهم ، لا يهمه مشاعر الآخرين ، يريد أن يشعر بقوته فيسحب قوتهم ويجعلهم يشعرون بالضعف لانهم يستمد ثقته بنفسه من رؤية الشخص الذى امامه اصبح فريسة ضعيفة له ، يغار النرجسي ويحقد الاخرين على تحقيقهم لاى شئ ،  ولا يتمنى الخير لاحد ، لا يريد أحد ناجح سوى نفسه فقط ، يتعامل مع الناس بأسلوب متعجرف ، يعامل الناس و كأنهم جميعهم أقل منه ، الاضطراب النرجسي هو أكثر بكثير من مجرد شخص واثق بنفسه او يمدح نفسه او يحب أن يحترمه الناس ، لان اغلب الناس لديهم سوء فهم لطبيعة الشخص النرجسي فتجدهم يصدرون حكم على أي شخص واثق بنفسه انه شخص نرجسي.

العلاقة بين اضطراب الشخصية الحدية والحب؟

يؤثر بشكل كبير على العلاقات العاطفية ، بما فى ذلك الحب ، الأفراد المصابون بهذا الاضطراب يعانون من تقلبات عاطفية شديدة وخوف من الهجر ، مما يجعل علاقتهما غير مستقرة و مليئة بالعلاقات ، قد يظهر المريض الحب والاهتمام الكبير للأشخاص من حوله ، لكن سرعان ما ينقلب كل هذا إلى غضب او احباط بسبب اى تلميح للرفض أو الخذلان.

يعانون من تذبذب بين مشاعر المثالية والتدن نحو شركائهم ، حيث يمكن أن يروا شريكهم مثاليا فى لحظة ، ثم يتحولون الى شعور عميق بالاحباط او الغضب فى اللحظة التى تليها ، هذا التقلب يؤدى الى تتابع بين فترات من الاقتراب الشديد ، أو الابتعاد المفاجئ  بشكل متتالى ، مما يجعل العلاقة مرهقة للطرفين  ، بالاضافة الى ذلك وجود السلوكيات الاندفاعية ، مثل الإنفاق المفرط أو إيذاء الذات ، يضعو ضغوطا إضافية على الطرفين.

وايضا خوفهم من الهجر ، يجعلهم يبذلون مجهودا أكبر لتجنب الانفصال ، مما قد يؤدي إلى سلوكيات تملكية أو اعتماد مفرط على الشريك ، بسبب كل هذه المشاكل يحتاج الشريك المصاب ب اضطراب الشخصية الحدية فهم طبيعة الاضطراب ودعمه من خلال العلاج النفسي ، مما يعزز الاستقرار بشكل أفضل في العلاقة.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الحدية؟

تشخيص اضطراب الشخصية الحدية يحتاج تقييما نفسيا دقيقا وشاملا ويتم من خلال مختص في الصحة النفسية وتتضمن عدة خطوات

المقابلات السريرية :

يقوم الطبيب المختص بإجراء مقابلة مفصلة مع المريض ، تشمل اسئلة حول الأعراض الحالية ، والتاريخ النفسي ، العلاقات الشخصية ، السلوكيات الاندفاعية ، نمط تقلب المزاج ، هذا سيساعد في فهم مدى تأثير الأعراض على الحياة اليومية للمريض.

التاريخ الطبي والنفسي :

يجمع المختص معلومات حول التاريخ الطبي والنفسي للمريض ، بما فى ذلك اى تشخيصات سابقة ، العلاجات التي أخذها المريض ، والتاريخ العائلي للامراض النفسية.

المعايير التشخيصية :

يستخدم الطبيب المختص المعايير المحددة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية ، لتشخيص اضطراب الشخصية الحدية ، يجب أن يظهر على المريض خمس أعراض على الأقل من التسعة التالية :

• جهود مكثفة لتجنب الهجر الذى يتخيله المريض أنه سيحدث من المقربين.
• نمط من العلاقات الشخصية الغير مستقرة.
• صعوبة الشخص في الحفاظ على صورة ثابتة ومستقرة عن نفسه ، بمعنى انه يتغير فهمهم لأنفسهم بشكل متكرر ويشعرون فى بعض الأحيان بأنهم غير متأكدين من ما هي قيمتهم وأهدافهم.
• السلوكيات المتهورة في جوانب تضر المريض ، مثل الإنفاق المفرط ، القيادة المتهورة ، الاكل المفرط.
• السلوكيات المتكررة لإيذاء الذات أو محاولة الانتحار.
• عدم الاستقرار العاطفي وتقلبات المزاج الشديدة.
• الشعور المستمر بالفراغ والملل.
• الغضب الشديد بدون سبب قوي وغير متناسب مع الموقف ، فقد يكون موقف بسيط وينتج عنه غضب شديد جدا.
• التفكير البارانويدي او اعراض انفصامية شديدة.

التقييم النفسي :

قد يستخدم المختص أدوات للتقييم النفسي مثل الاستبيانات أو المقاييس النفسية لتحديد مدى شدة الأعراض وتأثيرها على حياة المريض.

الملاحظة السريرية :

يلاحظ المختص سلوكيات المريض وتفاعلاته خلال جلسات التقييم مما يساعد فى تشخيص حالة المريض

تشخيص اضطراب الشخصية الحدية يتطلب دمج هذه المعلومات والخطوات للحصول على صورة دقيقة وشاملة عن حالة المريض ، التشخيص الصحيح يعتبر شئ اساسي لتقديم علاج مناسب.

هل يشفي مريض الاكتئاب الذهاني؟ وكم تستمر مدة علاج الاكتئاب الذهاني؟

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية؟

اضطراب الشخصية الحدية يعتبر من الاضطرابات النفسية المعقدة ، ولكن يمكن للأفراد المصابين به تحقيق تحسن كبير فى ردود أفعالهم مما سينعكس على جودة الحياة الذى يعيشوها ، العديد من الأشخاص يمكنهم تعلم كيفية إدارة أعراضهم بفعالية وتحقيق حياة أكثر استقرارا وسعادة.

العلاج الأساسي لمريض اضطراب الشخصية الحدية يشمل :

العلاج السلوكي الجدلي : يعتبر العلاج السلوكي الجدلي أحد أكثر العلاجات فعالية ، يركز هذا العلاج على تعليم مهارات التأقلم مع الضغوطات وتنظيم العواطف وتحسين العلاقات الشخصية:

العلاج النفسي :

يساعد العلاج النفسي الأشخاص على فهم مشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم وتطوير أنفسهم للتعامل معها

العلاج الدوائي :

فى بعض الحالات قد توصف الأدوية لادارة اعراض محددة مثل الاكتئاب او القلق او تقلبات المزاج

المجموعات الداعمة :

المشاركة فى مجموعات دعم يوفر بيئة آمنة للأفراد لمشاركة تجاربهم والتعلم من تجارب الاخرين

التعليم :

فهمك حول طبيعة الاضطراب وكيف تتعامل معه وما الوسائل التي تستخدمها لتجنب الغضب والعصبية سيساعدك بلا شك ، لذلك عليك حضور الورش التدريبية عن اضطراب الشخصية الحدية وقراءة الكتب وتثقيف نفسك بشكل كافي حتى تتمكن من التعامل مع الآخرين بشكل مريح بدون خوف من الفقدان ، ولتبني حياة سوية وسعيدة

التحسن يتطلب وقتا وجهدا ، ويمكن أن يختلف من شخص لآخر ، من المهم للمصاب أن يلتزم بخطة العلاج وينفذ كل تعليمات الطبيب المختص ، بالاضافة ايضا الدعم المناسب يمكن لكل ذلك أن يحقق تحسين ملحوظ في الأعراض ولعيش حياة أكثر استقرارا ورضا.

علاج اضطراب الشخصية السيكوباتية

اضطراب الشخصية السيكوباتية والمعروف أيضا باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ، يعتبر من السلوكيات التى تتسم بنمط طويل الأمد من السلوكيات المعادية للمجتمع ، وانتهاك حق الآخرين ، مع عدم شعور بالندم ، علاج اضطراب الشخصية السيكوباتية يتطلب جهدا ، ولكن هناك بعض الأساليب التى  تساعد فى إدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة

العلاجات الأساسية لاضطراب الشخصية السيكوباتية :

العلاج النفسي ( العلاج بالكلام ) :

يمكن أن يساهم العلاج السلوكي المعرفي الأشخاص المصابين فى تغيير نمط تفكيرهم وسلوكهم الغير صحي

العلاج الجماعى :

يساهم العلاج الجماعى فى المشاركة فى مهارات اجتماعية جديدة ويستفيدون من دعم بعضهم البعض ، ومع ذلك فإنه يجب اختيار هذه المجموعات بعناية لتجنب تعزيز السلوكيات المعادية للمجتمع

العلاج السلوكي الجدلي :

يستخدم فى الغالب لعلاج اضطراب الشخصية الحدية ، يمكن ان يكون مفيدا أيضا لبعض الاشخاص المصابين باضطراب الشخصية السيكوباتية ، سيساعدهم هذا العلاج لتحسين مهارات التأقلم وتنظيم العواطف

العلاج الدوائي :

لا يوجد دواء محدد لاضطراب الشخصية السيكوباتية ، ولكن الادوية قد تستخدم لعلاج الأعراض المرتبطة مثل العدوانية او الاكتئاب او القلق ، الادوية المثبطة لاعادة امتصاص السيروتونين قد تكون مفيدة فى بعض الحالات

الدعم :

الدعم الذى يركز على تحسين المهارات الحياتية والاجتماعية ، وتوفير الدعم الوظيفي والاسكاني ، يساهم فى تقليل السلوكيات المعادية للمجتمع

البرامج السلوكية فى السجون :

بما ان الاشخاص المصابون بهذا الاضطراب يقومون بأفعال غير قانونية ويتعرضون للعدالة الجنائية ، ستكون البرامج السلوكية فى السجون فعالة في تعديل سلوكياتهم المعادية للمجتمع وتعلم مهارات جديدة

الخلاصة هي أن اضطراب الشخصية السيكوباتية يتطلب علاجا شاملا ومتكاملا يشمل العلاج النفسي ، والدعم الاجتماعي ، ويعتمد أيضا على التزام الشخص بالعلاج واستعداده للتغيير ، بالاضافة الى الدعم المستمر من الطبيب المختص

أهم الاسئلة الشائعة حول اضطراب الشخصية الحدية

هل الشخصية الحدية مؤذية ؟

المصابون بهذا الاضطراب يمكن أن يفعلوا سلوكيات مضره لأنفسهم واحيانا للآخرين ، نتيجة التقلبات العاطفية الشديدة والاندفاعية ، لكن ليسوا بالضرورة ان يكونوا مؤذين بمعنى أن هذه التصرفات تكون بغير قصد منهم لا يحملو نوايا خبيثة ، هم أشخاص طيبون من الداخل ، وفى حالة علاجهم بالعلاج المناسب يصبح كل شئ أفضل ويعيشون حياة سوية

هل يمكن التعايش مع الشخصية الحدية ؟

نعم يمكن التعايش معه ، من خلال العلاج المناسب مثل العلاج السلوكي الجدلي والدعم النفسي والاجتماعي المستمر ، مع الالتزام بالعلاج وتطوير مهارات التأقلم ، يمكن للأشخاص المصابين أن يعيشوا حياة مستقرة ومرضية

هل يستطيع مريض الشخصية الحدية الزواج ؟ 

نعم يستطيع الزواج واقامة علاقة ناجحة ، مع العلاج المناسب والدعم النفسي والاجتماعي ، يمكنهم تعلم ادارة اعراضهم بشكل أفضل وتحسين مهاراتهم فى التواصل والتفاعل مع الشريك ، يعتبر العلاج السلوكي الجدلي واحدا من أكثر العلاجات فعالية.